بنت الشيوخ مشرفة القصص والروياات
عدد المساهمات : 105 نقاط : 1030 تاريخ التسجيل : 09/04/2011 الموقع : في قلب أحباااابي
| |
غرور مشرفه
عدد المساهمات : 247 نقاط : 1214 تاريخ التسجيل : 10/04/2011
| |
بنت الشيوخ مشرفة القصص والروياات
عدد المساهمات : 105 نقاط : 1030 تاريخ التسجيل : 09/04/2011 الموقع : في قلب أحباااابي
| |
بنت الشيوخ مشرفة القصص والروياات
عدد المساهمات : 105 نقاط : 1030 تاريخ التسجيل : 09/04/2011 الموقع : في قلب أحباااابي
| موضوع: رد: رواية في احضان الجنوب الأحد أبريل 10, 2011 11:22 pm | |
| تجرٌع ألم
[4]
عجلة الحيآة لآ تتوقف وحزن عآئلةٍ مآ يكون لذآتهآ ولآ دخل للبشر بهم أو تحمل المأسآه معهم تحكٌمنآ طبيعة الحيآه الأنآنيه انقضت الخميس والجمعه عليهم من أسوء الأيآم تجرعوآ الألم حتى بآت عآدةً لهم . . فجر السبت تسللت خيوط الشمس الذهبيه عبر شرفتهآ ليست شُرفةً من زُجآج زُينت بستآئر ملونه انمآ هي والله من أنقى وأجمل الشُرف في التآريخ قطع من الخشب المُستطيل صفُ بعنآيه بآلغه بشكل مآئل .. أن أردنآ أسدلنآ تلك القطع على بعضهآ وحجبنآ النور فـ الـرُؤيآ وان أردنآ ابعدنآ تلك القطع عن بعضهآ بمسآحه تفي بالغرض لدخول النور واستمتآع النظر بـ الخآرج دون الخوف من أن أحداً قديرآنآ .. أُشببهآ دومآ بالزُجآج العآكس تسمى عآدةً تلك الشُرف بالـ [ كبآريت ] . . . قرآبة السآعه السـآبعه والنصف أستيقضت من كوآبيسهآ مُختنقه ترتجف مُتعرقه رأت عشيقهآ يهوي من عآلي الجبآل وهي تلهث خلفه أيقنت مرآراً ان الكوآبيس هي من فعل الشيآطين أستعآذت منهم ثلآث تذكرت أنهآ غفت قُبيل الفجر لتقف مُسرعه من فرآشهآ مستغفره ربهآ على تأخير الصلآة اتمت صلآتهآ وأقتربت من [ الكبآريت ] أطفآل القريه يَلعبون هُنآ وهنآك والمزآرع اللتي أمآم البيوت قد مُلئت بالبشر منهم من يبحث عن لُقمة العيش ومنهم من يعمل في أرضه ليسُد رمق المعيشه اللتي بآتت في ذآك الوقت صعيبه للغآيه
بنآت أبو سعد يهرولون من بيتهم مُسرعين ابتسمت لهم بحب [ أكيد تأخروآ عن المدرسه ] زفرت الوجع بآآآآه وطيف ذكرى من ليآليهآ الحآلمه يُحلق بِهآ صوت عشيقهآ اللذي قآرب الثلآثين يصدح في أذنيآهآ يكبُرهآ بأعوآم وأعوآم لذآ فقد كآن الأب والأخ والعشيق والزوج في آن وآحد من المستحيل أن تطرد ذكرآه يأبى طيفه الآ أن يحوم فيستوطن ذهنهآ وذآكرتهآ فمُخيلتهآ حتى أنهآ غآبت عن العآلم واستحضرت المآضي لدقآئق . . فعآدت بزمنهآ الى الورآء . همس لهآ بحب ويديه لآزلت تتخلل شعرهآ الأسود الطويل [ مو بكيفك يآدلوعه بتكملين الثآنوي أبغى عيآلنآ يفتخرون بأمهم ] أبتسمت وهي تتذكر دلعهآ وطفولتهآ [ انت مآ كملتهآ مولآزم أنآ أكملهآ ] [ بس انتي غير لآزم تآخذين الشي اللي أنآ مآ أخذته ] . . . نفضت رمآد تلك اللحضآت الحآلمه وهي تستنشق رآئحة الطين وتُطرب مسآمعهآ بصوت مآكينة المزآرع اللتي تستعمل لجر ميآه الآبآر من ثم تروي الوديآن عآلم القٌرى مٌختلف الأستمتآع بأمورهآ المُزعجه أكثر مآيخفف ألمهآ ارتدت [ قميص] من الكتآن فالبرد أصبح اليوم شديد يتغلغل في العظآم مُزجت ألوآنه بين الأحمر والوردي مع [ بنطلون ] قُطني بلون البيآض عآدة بنآت القُرى لبس البنطلون الطويل تحت القميص ستر وعفآف لهُن . . أبتسمت وهي تتحسس بطنهآ أمآم المرئآة ذآتهآ السآبق ذكرهآ كم تتمنى لو أن أحمد يستطيع ان يرآهآ بهذآ المنظر توردت خدودهآ خجل وهي تتخيل كلمآت الأعجآب اللتي سيطري عليهآ بِهآ اللون الأحمر يشكل منهآ سحر يبرز بيآضهآ أكثر والحمل قد زآدهآ جمآلاً [ كثيراً مآ نسمع أن الأم الحآمل في فتآه تضفي لأمهآ الجمآل وتزيدهآ حلآوه ] اللهُ أعلم . . رددت أذكآر الصبآح وأستعآذت من الشيطآن خرجت من غرفتهآ تتبع أثر انيسيهآ في الحيآة . . في المدرسة الثلآثون اللتي تبعد عن قرية السيل 50 كيلوآ متر في القريه المُجآوره لهم حآلُ مدآرس القرى مُزري وحآلُ المدرسآت في ذآك المكآن صعيب للغآ يه يأتون يومياً من مدن بعيده كأبهآ وأطرآف البآحه والنمآص أو أبعد ويقطعوآ المسآفآت والسآعآت يومياً ليبحثوآ ورآء الرزق ولقمة العيش ومنهم من أتخذت مسكن قريب من المدرسه تتجرع فيهُ قسآوة حيآة القُرى بمآ أنهآ من المُدن لتتنفس نهآية الأسبوع الفرح بسبب قضآء [ الخميس والجمعه ] مع من تُحب أو في المكآن اللذي تُحب . . . وصل الجمس اللذي يُقل بنآت العم سآلم جآر الجد مُحمد وصديقه خلود ./ . ربمآ تكون صديقة حنآن الوحيده اللتي أفتقدهآ منذُ سبع شهور يرفلون في نفس العمر وفي ذآت الصف . . . همست شيخه لخلود بعد أن ضربتهآ في كتفهآ [ الأبله تبيك ] أجآبت خلود بكل هدوء [ نعم أبله نجلآ ] أبتسمت الأبله الجدآويه لسرحآن خلود [ ممكن تجي معآيآ شوي بغيتك ] همت خلود بالوقوف واللحآق بأستآذة العربي اللتي تركت جمآل المدُن وأتت لهذآ المكآن حتى تتغرب في تربته . . لكل تصرف سبب .. كثيراً مآ نجهل الأسبآب ولكني أُيقن أن جمآل الحيآة يكمن في غموض بعض التفآصيل . . في سآحة البيت القديم اللذي جمع الفسحه والصرفه في ذآت المكآن وجمع الأبتدآئي والمتوسط فالثآنوي في ذآت المكآن ايضاً وفي طرف تلك السآحه تحت شجرة حنآن المُفضله اللتي تُفضل الجلوس تحتهآ وانتظآر العم سآلم ان تأخر . . تكلمت نجلآ بصوت وآطي [ طيب دي صديقتكِ كيف ترضي أن أهلك يمنعوكـي تزوريهآ وتوقفي جمبهآ في محنتهآ ] زفرت خلود بقهر [ أمي تقول زوجهآ قتآل وهي حآمل مآتصلح لكـ ] تكلمت نجلآ بعقل [ أي منتطق يقبل هآدآ الكلام بآبتكي طيب أيش موقفوآ ؟] ردت خلود بابتسآمه على كلمة بآبتك اللي مآ تعودت عليهآ ابد [ أبوي يحب جدهآ كثير وده اني أزورهآ اليوم قبل بكره ومتأكد من برآئة زوجهآ بس أُمي مآ ترضى ] زفرت المدرسه القهر لحآل أفضل طآلبتهآ وأجدهن [ طيب لو أديتك رسآله تقدري توصليهآ لهآ ] تهلل وجه خلود بالفرح [ أيه أقدر ارميهآ لهآ مع شُبآك غرفتهآ ] كتبت نجلآ الرسآله على عجل الحصه السآبعه تقدمت من فصل فآطمه بِكل ثقه أعطتهآ الورقه بحسن نيه أمآم مرأى ومسمع من الجميع وغفلت عن عيون حآقده تَلتهمهآ بحُرقه . . . تهلل وجه الجده بالفرح وهي تُشآهد حنآن ممسكه بمكنسه من سعف النخيل وتُنظف المسآحه الصغيره [الـ حوش] أمآم البيت المبني من الطين وسقفٌ قد رُمم قبل أعوآمٍ قليله من الخشب أتقآءٍ للمطر تعلم علم اليقين أن حفيدتهآ تحآول العوده لطبيعتهآ حتى تُسعد من حولهآ تحدثت حنآن بصوت مرتفع لجدتهآ اللتي تقف على عتبة البآب الحديدي الأزرق و وتنظر لهآ بسرحآن [ صبآح الخير يآ الغآليه ] ردت الجده بصوت تتخلهُ الرآحه [ صبآح النور والسرور والحآل المستور , .. هرجة جدتي دآيم تقولهآ ^_^.. , تعآلي أفطري يآ أمك ] ركنت المكنسه خلف بآب الـ[ حوش ] ودخلت مع جدتهآ تتبع جرآحهآ لتُضمدهآ أثقلتهم بمآ فيه الكفآيه طيلة سبع شهور لآبد وأن توآجه الحيآة وتقف مكآنه لآ بد أن تخفي حزنهآ لذآتهآ ولآ تُظهره لمن حولهآ ..
...
عند التقآء الأصدقآء وتحليق الروح الحميمه نبوح بالكثير ممآ يُحمل عآتقنآ لـ أصدقآئنآ لآ نطلبهم معونه بقدر مآ نرجوآ منهم الانصآت لنآ وعلى صخره من الصخور جلس الجد المكلوم مع سآلم بعد عودته من المدرسه تصآدفوآ في الطريق ففضلوآ الحديث بهدوء بعيداً عن ضوضآء القريه سآلم [ مغبون ومهموم ادري بكـ يآ أخوي ] زفر العجوز المكلوم بوجعٍ حآرق مع دموع انسآبت على وجهه المُجعد أستقرت أخيراً بين شعرآت لحيته البيضآء [ قآبلت الظآبط اللي مآسك قضية أحمد ] لحظآت من الصمت يحتآج اليهآ من هم في حكمته ولكن الجُرح هذه المره قد اتسع وفآض والحكمه قد تبعت آثآر الغآئبين حتى أصبحت بعيده كل البُعد عنه هذه اللحظه انفجر العجوز بآكياً وسط تمتمآت العم سآلم [ الله يصلحك بس قل لآ الآه الآ الله يآرجآل كلهآ كم سنه تنقضي بسرعة البرق ] أكمل الجد المغبون بعد أن كفكف دموعه في لحظة حرج وضعف [ يقول أذآ ظهر ولد الرجآل اللي مآت قبل الثمنيه سنين يحق له يطلب ديه أو قصآص ] أبتلع غصآت الألم [ يقولون ولد الميت سآفر بعد الحآدث على طول وقضية البنت اللي مآتت مخنوقه بآقي مآ أنتهت وان ثبتت على أحمد بتتضآعف الثمآن سنين وان رجع ولد الميت لآ عندنآ ديه نعطيه ولآ عندنآ قلب يتحمل فكرة القصآص ]
تمتم سآلم بلآحول ولآقوة الآ بالله [استهدي الله يآرجال ربك كريم غفور رحيم ] أستعآذ الجد من الشيطآن البوح بمآ يُثقل الكآهل يَجعل الحركه خفيفه همً بالوقوف [ بطلع ذآ الجبل أحمد كآن سآدني في سآلفة الحطب هذي الله يفك أسره يآرب ] ابتسم سآلم بألم لحآل صديقه [ اللهم آمين ,, بعدك شبآب يآمحمد ] قهقه العجوز مُتنآسياً المه [ يالله حسن الخآتمه بس فمآن الله] رد سآلم [ الله معك ]
. . . بين دمعةٍ وأخرى أكملَ صلآته مع جمآعة السجن تنآول مُصحفه وبدأ بتلآوة القرآن علً شيآطينه ترحل ووسآويسه تهدأ قلمـآ يتحدث وأغلبهآ بنعم اولآ الحُزن شطر قلبه والهم أثقل كآهله العجز أسوء مآ قد يُصيب الأنسآن أن تكون سبب لتعآسة غيرك في لحظة نخوةٍ وتهور منك قمة الأنهيآر تأبى الأفكآر الآ أن تُهآجآم عقله ويأبى الحنين الا ان يهآجم قلبه أقفل القرآن وهو يستعيذ بالله من الشيطآن الرجيم
أخذ دفتر مُهتري خآلي الصفحآت وبدأ يكتب
أنآ ودمعآت كمآالجمره تخآوينآ .. تجآرينآ ننآدي للأمل بكره على غيمة تعلينآ ننآجي من السمآ قطره تملي رآحة أيدينآ تهآدينآ السهر رُبعه بكينآ كل ليآلينآ أنآ وصوره كمآ الفرحه تغردنآ تغنينآ أنآ وخآفق طعن نفسه كرهنآ كل أمآنينآ كسرنآ للشعر شطره لعبنآ بكل قوآفينآ تعبنآ وكبرة الحسره على مآضي تجنينآ أُنثى الحُلم . . .
أسدل الليل ستآئره حآملاً بِجعبته الكثير من الألم وأكوآم من الدموع حبيسه بين أجفآنهآ تُريد فقط أن تنعم بالوحده حتى تُفجرهآ قُطع حبل أفكآرهآ وهي تسمع جدتهآ تَقِف خآرجاً وتلهج[ بيآرب سترك يآرب الطف فينآ وش هاليوم الأغبر ] لتتجمد ملآمحهآ وسط ذهولهآ وخوفهآأنكســــآر ..
[5]
مكثت مكـآنهآ تترقب الخبر وتحسب الثوآني وهي تلهج وتهتف دآخلهآ يآرب علت ظربآت قلبهآ وهي تنتظر حلول الصدمه تخلل الى مسآمعهآ صوت لطآلمآ أحبته وأحترمته سـآلم [ ذكري الله يآأم خآلد مآفيه الآ العآفيه ] همست العجوز بصوت مُتهدج [ يآويل حآلي وش فيك يآ أبو خآلد ] زفر الجد المُتكئ بكل حمله على كتف سـآلم بتعب بآلغ والم وآضح [ زيني لي الفرآش يآمره ] انتفظت العجوزو دخلت مُهروله بِثقل [ فرشت البطآنيه ] (الموجوده خلف البآب الخشبي في الغُرفه الدآخليه من المنزل الصغير) سحبت أكثر من مخده صفصفتهآ بعنآيه وهي جآهله علة زوجهآ ورفيق دربهآ كآدت ان تصل للهذيآن بجنونهآ رغم هذآ تهآبه وتخشى غضبه أن أثنت السؤآل عليه أخذت الفآنوس الوحيد في المنزل ورأتهم على عتبة البآب يتخبطون بسبب الظلآم رفعت شرشفهآ لتغطي جزئية الفم والأنف من وجههآ حيآئهآ يمنعهآ أن تقترب بالسرآج بدون غطآة مع أنهآ تدخل ضمن القوآعد من النسآء رددت لهم [ من هنآ تعآلوآ ] أضآئت الطريق وارشدتهم للفرآش تسآقط الجد هآوياً من بين يدي سـآلم تحدث بعدهآ سآلم [ اذآ مآعليك امر يآ ام خالد جيبي مخدآت بعد زود نحطهآ تحت رجله ] نفذت الأمر وسط ذهولهآ احضرت تكآيه وبعض الخُدآديآت قآم بترتيبهآ سآلم بحيث تُرفع رجلهِ اليسـآرلمستوى عآلٍ لآيُلآمس الأرض انكشف لهآ جزء من الغموض جبس أبيض ورجل تعجز عن الحرآك . . توآجدت حنآن أمآم البآب وهي ترتدي نقآبهآ ولآزآلت مُثبته عينيهآ على جدهآ شهقت بفزع وهي تضرب على صدرهآ [ جدي وش فيك؟. ] شعر سآلم بحرج كبير لوجوده بينهم همً بالوقوف [ يالله يآمحمد أجيك أزورك باذن الله ] أومئ محمد برأسه يعجز عن التحدث فألمه فآق مرآحل الكلام وهموم الحيآة أثقلته هم المعيشه وهم حفيده و زوجه وطفلةً لم ترى النور في عُنقه .. والحيآةٍ مليئه بالعقبآت فمن أين لهُ بالقوه وقد شآرف على نهآية السبعينآت أنسآبت دمُعهآ على خدود أجعدهآ الزمن وارهقتهآ الحيآة وهي تنحني بعجز كبير قرب رجلهِ اليسآر [ قل لنآ وش فيك تكفى ؟ وش صآر لك ] تعآلت شهقآت حنآن وهي تُقبل جبين جدهآ [ جدي خوفتنآ قول الله يخليك ] يحتم عليه الموقف أن يجتر الكلمآت فشهقآت حنآن نآرٌ تكويه ودموع أنيسته خنآجر تطعن قلبه [ بعد مآلميت الحطب وانا نآزل من الجبل طحت وانكسرت رجلي ] أكمل وسط دموعهم الكسيره [ لقيني سآلم واخذني للطبيب اللي في قرية النور ]... تمتمت الجده بصوت مُتهدج ..مُخآلط لصوت البُكآء اللذي يعلو من حنآن [ الحمد لله على سلآمتك يالغآلي شوفتك طيب بالدنيآ ] لهج الجد بـ الحمد لله موجوعه مغبونه سندهم وملجأهم أنكسر وبآت طريح الفرآش تحدثت حنآن بصعوبه بآلغه وهي تهم بالوقوف [ بجيب لك العشى يآ جدي] همس الجد [ مآلي نفس أبآ أرقد ( أنآم ) ] وجه نظره لزوجته وهو أعلم بحآلهآ وقلبهآ الرقيق يخشى ان تبقى بجوآره فينهآر لهآ ويُفضح أمره تحدث بلهجة أمر مُحآولاً أشغآلهآ عنه حتى يخلوآ بنفسه [ أطلعي الحوش يآمنيره ولعي نآر في المنقل ودخليهآ عندي الليله برد] . . أعلم بِحآله وأحوآله من سآبقِ عهده أن ظآقت بهِ الأرض يفضل الوحده والعزله حتى يُصآرع الألم دون أن يُزعج أحد ودون أن يشعر بضعفه أحد عجزت طيلة تلك السنين ان تُغير طبآعه القآسيه استسلمت لرغبته وانقآدت مُطيعه مُلبيه لأمره
...........
يوم آخر مُفعم بالآلآم والمتآعب وكثرة الهوآجيس بعد أنكسآر العجوز هم المعيشه وهم تهشم القوه أثقل كآهله وشطر قلبه يوم آخر لآيرغب التحث أو الأكل العجز أسوء مآقد يكون في هذه الحيآه ان تكون عآله على من أحببتهم وكنت سندا لهم قمة الوجع أن تحيآ دون أن تُسآعد من أحببت شرخآتُ قلب أن يظهر ضُعفك للجميع ويصبح حكآيه تتنآقل او عبره لعدم دوآم الحآل هو المعنى الحقيقي لتجرع المُر . . جلست حنآن والجده الصآبره تحت الظل الصغير فـي [ الحوش ] عبآره عن شجرتين متآبعدتين مسآفه كآفيه للجلوس مصصفوف على جذوعهآ سعف نخل طويل أشبه بشيئ يقِـيهم من اشعة الشمس المُسلطه بشكل مُبآشر او المطر مُتجآهلين حرآرة الشمس اللتي أخترقت السعف لأنهآ لآتُقدر بنآر قلوبهم همست العجوز تشكي مرآرة العلقم لحفيدتهآ بصوتٍ مُتهدج يُعلن عن بركآن يغلي سيثور في أي وقت [ من أمس مآغمضت عينه رفظ الفطور وسكت عنه وعذرته رفظ الغدى وتحملت بس حتى المآ مآ يبيه ريقه نشف من البآرح يبي يذبح عمره ] زفرت حنآن الآه تَحث جدتهآ على الصبر [ مآ عليه يآجده تعرفين جدي زين مآ يحب يطيح مريض بالفرآش أكيد ان نفسيته تعبآنه ] تمتمت الجده بـ [ أستغفر الله وسبحآن الله والحمد لله ] علهآ تنسي الوجع وتطمأن القلب المرتجف
.................
صرخت أم مآجد بغضب [خلوووووووود ] همت خلود بالوقوف وتلبية ندآءآت وآلدتهآ المتضجره دوماً [ سمي يُمه ] رأت خلود الشر ينطق من عيني وآلدتهآ وأختهآ عنود تبتسم بمكر علمت أنهآ خُطط عنود السخيفه وبين أفكآر وتحليلآت أقتربت منهآ أم مآجد وبدأت بضربهآ وخلود بين صرخآت وأنآت وحلفآن بأنهآ لم تفعل شيئ . . صرخ سآلم أبو مآجد [ وبعدين معآك أنتي أعتقي هالمسكينه لوجه الله ] زفرت الأُم الحقود [ أنآ قلت لهآ معآد لهآ علآقه بجآرة الزفت حنآن ] تحدثت عنود بحقد دفين وكره ممقوت لحنآن [ يُمه مو بس كيذآ بعععععد وأحنآ رآجعين من االمدرسه كآنت تبي تمر من جمب بيتهم بس أنآ مآخليتهآ ] تمتم الأب المغلوب عليه بـ لآحول ولآقوة الآ بالله [ ان الفتنه اشد من القتل يآ عنود ] تحدثت أم مآجد بكره عميق يُجهل سببه من قبل الاب وخلود ويُعلم من قبل الام وعنود [ أقسم باللي خلقك وخلقني لن دريت انك صرتي مرسآل بين ابله نجلآ وحنآن الحيه انه ليكون آخريوم في عمرك ] أتسعت عيني خلود وهي تحدق في ملآمح عنود بـ كلً معآلم الدهشه والاستغرآب الهذآ الحد توصل بِهآ الحقد ؟ قطع عليهآ دهشتهآ صوت امهآ بتكرآر [ جيبي الورقه اللي عندك بسرعه وان علمت أن نجلآ ذي ارسلت معك شي مآ تلومين الا نفسك ] انسآبت دموعهآ كرهاً لاستبداد وآلدتهآ وفتنة أختهآ وجهل السبب الحقيقي ورآء كل هذآ صفق سآلم كلتآ يديه في بعضيهمآ دلآلة مقته لافعآل زوجته الكريهه . . لتتشآطر خلود الالم مع حنآن دون علم أي منهم بحآل الأخرى . .
تلآحق اليوم تلو اليوم حتى أكتمل الاسبوع وأُلحق بآخر حظيت فيهِ حنآن بقدرٍ فآئض من الالم والدموع حتى شعرت أن عينآهآ قد جفًت ودخلت في مرآحل التبلد والآ مُبآلآة وهي أسوء من مرآحل الأحسآس بكثير . .
فجر السبت .... تسللت الى المطبخ بخفيه عن جدتهآ تشعر بالجوع وتخشى الموت لـ جنينهآ فرفسآتُه بدت تقل مطبخ بدآئي جداً يكآد أن يخلو من أدوآت المطآبخ المعروفه حتى أن النآظر من الوهلةِ الأولى لآيخيل له انهُ مطبخ وعآء كبير تُغسل بهِ الأوآني النُحآسيه القليلة العدد ووعآء أصغر منه حتى تُشطف بالمآء يسمى عآداً بـ [ الطشت أو الكروآنه ] بعض أكيآس الدقيق المملوئه بالحطب المُهتري و [موقِد ] صغير للطهي أن لم يكن على الحطب حآل القُرى في تلك الآونه يختلف من منزل لآخر منهم من يملك الثلآجه والمذيآع وهم الأغنيآء بالتأكيد والكثير من يفتقر اليهآ
جآلت بنظرهآ المكآن وهي تحمل السرآج بين يديهآ مآ من شيئ يُأكل الجد في الأيآم السآبقه أن لم يكن سـآلم يُجبره على الأكل لمـآت جوعاً لم تجد مآ يسد رمق الجوع ولآ حتـى تمره همت بالخروج قبل ان تستيقض جدتهآ وترآهآ تبحث عن الطعآم فتزدآد همٌ على مآ بهآ . . شعرت بحركة حفيدتهآ كيف يهنأ النوم لمـن يعلم أن الجوع بآت حليفاً له الأيآم المُقبله بحثت هي قبل حنآن ولم تجد مآ يسد رمقمهآ تجمدت الدموع في عينيهآ وهي ترى حفيدتهآ تخرجُ خآلية اليدين من المطبخ ابتسمت وبدأت الحديث بحسره [ صحيتي يمه ] انتفظت حنآن فزعاً وخوفاً على مشآعر الجده ردت بصوت مُرتبك [ اييه كنت ابي مويه احيس اني عطشآنه ] و بمحآوله منهآ أن تُخفي التوتر [ صبآحك خير يالغآليه عسى نمتي ] ارتسمت علآمآت الغضب على وجه الجده غضب من قلة الـ [حيله ] [ أن شآء الله بروح لأم سعد أكيد انهآ بتسآعدني مهيب مخليتني اموت جوع عيآل الخير كثير ] صرخت حنآن ولأول مره على الجده [ لآ يآ جده مآوصلنآ لدرجة انا نشحد ] تحدثت الجده بغبن [ مآ بيدنآ حيله يآ حنآن جدك الهم ذبحه وهو يفكر فينآ ] همست حنآن ببطئ ترقبا لوقع كلمآتهآ على الجده [ أنآ بشتغل مع سلوى بنت ام سعيد اكملت بحمآس وهي تشوف ملآمح الجده هآدئه [ شوفي مآشآء الله عليهآ تروح طول الأسبوع وترجع خميس وجمعه عند أهلهآ] تحدثت الجده بذآت الهمس حذراً من ان يستمع لهم الجد [ وش بتشغلك طيب؟ ووش أقول لجدك ] قبلت جبين جدتها بحب وفرح لانهآ تقبلت الفكره نوعاً مآ [ جدي أنآ بقوله انهم يبون وحده تشتغل بالمدرسه اللي كنت ادرس فيهآ وانهم موفرين السكن لنآ وان ام سعد بتكون معانا ] زفرت الجده بس القصر ذآك بعيد قريب من أبهآ وكأنهآ بدت تستوعب الفكره [ لآ لآ والله مآ تبعدين عني وانا حيه ] اكملت حنآن بمحآوله منهآ اقنآع الجده [ مالنآ غير ذآ الحل النآس وان أكلونآ اليوم مآ بيأكلونآ بكره وجدي الله يطول بعمره وان فكوآ له الجبس مآله شده يطلع الجبآل ويلم الحطب ]
أقنعت حنان الجده بصعوبه بآلغه بـمُحآوله منهآ أن تقف مكآن عشيقهآ وتحمل أعز من رأت على وجه الأرض مثلمآ حملوهآ وتحملوهآ يوماً مآ . . . سردت كذبآتهآ بين يدي الجد وهي تستغفر ربهآ وتستعيذ بالله من الشيطآن الرجيم بعد جُهدٍ جيد وتعبٍ مديد وقضآء ليله كآمله بالتفكير قرر أن يدعوآ لهآ السلآمه من كلٍ شر فأجبر ذآته أن يتخلى عن الأنآيه وحب التملك أيقن في قرآرة نفسه أنهآ ان بقيت بجآوره فهي ميته جوعاً لآ محآله سمح لهآ بالذهآب كآد أن يقتلع القلب من جذوره وهو يرى أنهُ بآت وحيداً بعجوزةٍ مكلومه مغبونه . . .
توجهت حنآن لبآب الخزآنه بيدين مرتجفتين أن يتغرب المرأ لأول مره في حيآته قمة الرعب أن يغآدر المكآن اللذي صحب أجمل أحلآمه وذكريآته كل البؤس أن تتوسد فرآشاً غير اللذي أعتآدته وتضع رأسهآ على وسآده غير تلك اللتي حملت دموعهآ واستمعت لأفرآحهآ جُرمٌ في حق ذآته تقترفه بدأت بوضع ملآبسهآ في حقيبة سفر صغيره كـآنت لأحمد أن ذهب لأبهآ في كلٍ قطعةٍ تضعهآ كآنت تتجرع مرآرة الفرآق والفقد أكملت هذآ في وقت قيآسي لكرههآ فعله جرت الآه من صدرهآ وهي تُمسك بـ شمآغ زوجهآ وتدفنهُ بين أحضآنهآ علً حنينهآ يهدأ وعلً شوقهآ وأحتيآجهآ يقل يأبى الحنين فالأحتيآج والغصآت الا ان يستوطنوآ دآخل ظلوعهآ ويستنزفوآ الدم من قلبهآ يأبى عقلهآ تخُيٌل فكرة السفرلأول مره بمفردهآ . .
همت بأخرآجٍ دفتر قديم لهآ وبدأت بالكتآبه [ كثيراً مآ يكون البوح بالأقلآم أسهل وأخف على الأنفس حتى تحيآ بهدووووء بعد غصآت الم يجترهآ القلم ويرمي بِهآ بعيداً ]
كتبت .. وينك ؟ أنت ووين أنآ الأمآكن مِظلمه والليآلي مِعتمه والقهر أدمع عيون بالحنين مسلهمه النهآيه تنتظر والحكآيه تحتضر في البدآيه المُضحكه والعشيق اللي رحل من غرآم أستوطنه والعجوز اللي أنكسر في ذآ الليآلي المجرمه والجنين اللي نمى وسط الحشآ وتربعه والعيون اللي بكت هم الحيآة الموجعه وكلي أنآ متبعثره متلثمه ذآك الشمآغ هم وعذآب متوسده برق ورعود امطرت لـ هذي الروآية المُبهمه
أُنثى الحُلم
. . .
ولأول مره في تآريخهآ تتمنى لو أن الشمس لآ تُشرق أبد الأبدين لتغفوآ وسط أحلآمهآ طيلة الثمآنِ سنين . . وأنقضت ليلة كئيبه تحمل في طيآتهآ ملآمح من صبآح مَوجوع ومُستقبل مُظلم ..
وللحديث بقيه
| |
|
مغرورة بس معذورة عــــــضـــــوة جديدة
عدد المساهمات : 18 نقاط : 21 تاريخ التسجيل : 02/05/2011
| موضوع: رد: رواية في احضان الجنوب الإثنين مايو 23, 2011 4:42 am | |
| بصراحة الرواية هذي رائعة وأشكرك أختي على نقلك لها واتمنى ان تتمي مابدأت ويسلمو يالغلا | |
|